تربية أطفال الأغنياء
الولد سرُّ ابيه وأمه يأخذ من مزاياها وأخلاقهما ويدل عليهما بين الاهل والمعارف كما يدل عليهما في الجماعة والوطن . وكل مولود يولد ففيه نفع لاهله وتقوية لجامعته فاذا عرفنا هذا وتحققناه فهل هذا نشعر به كلنا أو على الاقل هل يعرفه الاغنياء منا ؟ ، أو ماذا يكون الولد في نظر هؤلاء الاغنياء ؟ إذا كان ذكراً أحبهُ ابواهُ معا واذا كان أنثى كرهها ابوها واحبتها امها كما قال الله عزَّ وجل عن امثالهم "وإذا بشر بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم" اذ لا يميل الاب الى البنت ميل الام اليها . وكم أدى ذلك الى النفور والخصام بين الوالدين اذ ربما كان عدم تقبيل الاب لبنته سبباً يدعو أمها الى ان تتفوه بكلمات تسيئه والّا كان الميل خداعا واستعطافا لها ومواربة منه اليها وكم نشأ من هذا القبيل حكايات كثيرة كانت سبباً لزرع الشقاق بينهما وربما جرت الى الفراق واذا استفحل الأمر فإلى الطلاق . الّا من حسنت آدابهما وتكاملت اخلاقهما فانهما لا يعتدان بما ذكرنا بل يهتمان بالطفل لا فرق عندها ذكرا كان أو أنثى بل يجعلان كلا منهما أمام نظرها سيان ولا يجعلان لمثل هذه الامور تأثيرا عليهما . الا ان الام تستنكف إرضاع الطفل فتأتي بمرضع لارضاعه وهذا امر اصبح لا يتناول الاغنياء فقط بل كاد يكون عاماً حتى ان تناول الوسط واصبحت لذلك المرضعات تعد بالالوف ولا يخفى ما يتشربه الطفل الرضيع مع اللبن من أمزجة هؤلاء فضلاً عن الامراض التي كثيرا ما تصاب بها الاطفال وقل ان تنجو منها و لذا تكثر بين اطفال الاغنياء الامراض ويصابون بالعقد الخنازيريّة وغيرها
