صفحة:حاضر المصريين.pdf/22

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢١
تربية أطفال الأغنياء

لا تنكر ان ذلك يمدح ان كان مزاج الام غير ملائم وغير مساعد على الرضاعة ولكن ما القول اذا كان نساء الاغنياء يستنكفن ترفعاً منهن وعظمة عن ارضاع اطفالهن وحتى لا يقال انهن غير متمدنات -- قال عالم فاضل - تتساوى في نظري العاقر والتي لا ترضع اولادها -- فما القول الان ولا توجد امرأة ترضى بإرضاع اطفالها وفي سير النساء المسلمات في صدر الاسلام وفي بهجئه وعزه كانت نساء الخلفاء والامراء من اللواتي يعتنين باطفالهن ويرضعنهم مع مقدرتهن في ذاك الوقت على احضار من شئن من المراضع لا شك أن هذا الامر المنتشر بين ظهرانينا مضر بنا وله علاقة كبيرة في فساد اخلاقنا وضعف تربيتنا واضمحلال قوميتنا وقد عرف هذا كثير من علماء الأخلاق فنبهوا عليه وحذروا منه. ويمكننا القول عنه ايضا بانه سبب مهم في تغيير الامزجة وجر الامراض على اطفال العائلات الغنية من حيث تدري ولا تدري ، وتربية الطفل ليست من الامور اليسيرة حتى يستهان بها او يتقاعس عنها الى حد يؤدي بها الى ما لا تحمد عقباه كما نراه ونشاهده الآن بل الحقيقة ان الطفل اذا دب على الارض لزم له الاعتناء العام وما دامت نشأته في الحياة كنشأة النبات في النمو والظهور وجب أن يعتنى به وبما يحفظ قواه وينميها والا ذهب ضحية جهل والديه من حيث لا يشعرون كذلك النباتات اذا لم تسق بماء يحييها من حين الى آخر ذبلت او ماتت وعلى الوالدة المحافظة على ولدها ومساعدته بكل ما يمكنها من الوسائط لنموه (1) وابلغ من هذا ذهاب بعض فلاسفة التربية الى أن الاعتناء بالتربية يبتدئ من زمن الحمل وهذا معقول لا امتراء فيه ولا ارتياب ---