صفحة:حاضر المصريين.pdf/24

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
تربية أطفال الأغنياء

الاخيرة "" وناهيات ما يقع فيه الولد وهو صغير من الارتباك والتشويش فضلاً عا يتجدد في نفسه من الكره لاخلاق وعوائد أمته وبني جنسه وهو لا يدري الاصوب فيتبعه . هذا غير فقدان ما تعلمه من لغة قومه واهله وكثيرا ما يقف معناجا لترجمان بين امه ومربيته الجديدة . وهذا ايضا امر قد دخل جديدا سيف التربية واوجد الفتور فيها والقلق ، والدليل على ذلك ان اولاد اغنيائنا لا يكونون مثل ابائهم او امهاتهم في الاخلاق الا نادرا . ولا يستغرب مستغرب ما نقوله فها هم اولاد العظماء لديه فليتأمل فيهم يرى لما تقوله صيحة ولما نشير اليه حجة . ان شئت ان تعرف كيف تتولد البغضاء ويتولد النفور بين الاولاد وهم صغار فسببه ايضا فساد في التربية وسببة الأكبر سوء تصرف الاباء والامهات معهم. اذ يعاملون اولادهم معاملة المحاباة معاملة تفضيل أحدهم على الآخر في كل شيء من مأكل وملبس وهم لا يدرون ان بعملهم هذا يزرعون الجفاء بين الاولاد يزرعون البعد بين القلبين فينشأوا وهم شابون على كراهية بعضهم بعضاً شابون على جفاء متمكن منهم واين لي بمن يفهم الوالدين ان في عملهما ذلك مجلبة لحرمانهما من الراحة فيما بعد والا لو عقلا الاسباب وفقها النتائج ووهبا عقلا ً ما فعلا ذلك ولا (1) مما يدل باجلي بيان على ضرر استخدام الاوربيات مربيات للاولاد ، اني اعرف صديقا لي كنت .. يوما تتنزه في حديقة الازبكية. واوقفته احدى الافرنجيات ومعها جملة أولاد وبنات صغار وقالت له ألا تعرفني فقال كلا فاجابتة تأمل في جيدا فلما لم يعرفها قالت له كيف تنساني وانا التي كنت في "البار" الفلاني وكنت تتردد عندي ليلاً واستغرب ذلك منها خصوصا لما رأى الأولاد الدين معها فسألها عن حقيقة حالها فقالت بعد ان استحلفته بكتمان امرها انها الآن في سرامي الباشا بصفة مربية للاولاد ووكيلة في السراي وصاحبة الأمر والنهي في جميع تصرفات السراي جميعها وعمار السراي وخرابها متوقف عليها . ثم ودعها والتفت الي قائلا تأمل فان مثل هذه المرأة يعلن أولاد وبنات القوات على المبادىء التي يعرفنها فتنفست الصعداء متأملا متوجها على هذه الحالة المحزنة


۲۳٢٣