صفحة:حاضر المصريين.pdf/25

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢
تربية أطفال الأغنياء

تربية أطفال الأغنياء اقدما عليه ولكن الى لها ان يفقها وها بعيدان عن معرفة ما يرجحة العقل من ان الحب يتوارث والبغض يتوارث . ولذا ترى الاولاد يشبون على كره الواحد للآخر والشواهد عديدة يعلمها الكل ومن شاء معرفتها فلينظر لاختين ربينا على ما تقدم وتزوجنا وها لا تزور احداها الأخرى ، لا شك انه عند معرفة ذلك يقول قد صح الحكم واتضحت الاسباب وصدقت الآية الكريمة " الاخلاه يومئذر بعضهم لبعض عدو الا المتقين السمع باذاننا أن بعض الاخوة تمر عليهم الايام ونكر عليهم السنون وهم لا يتذكرون انه يجب عليهم السؤال عن بعضهم . هذا امر نشاهده او لسمع به وهو حاصل بين أولاد ذواتنا حاصل بالاخص بين بناتهم وذلك غير ما كانت عليه بنات ذواتنا قديما ولدينا كتب السير نقرأها نراهن على جانب عظيم من المودة الخالصة والوفاء الحميد . لا شك أنا فقدنا منهم ما كان معروفا فيهم قبلا ولا ندري الى اي طريق يصلون ولا ندري تعليل هذا الجفاء في زمن اصبحنا فيه بعيدي الدار بعيدي المحبة والائتلاف عليهم

أدب الاولاد الآن ناشية من الخوف ناشي من استبداد الاباء والامهات عليهم وليس هو الادب الذي كان معروفا عنهم قبلا الناشيء عن الفهم والعلم والمعرفة الحقة أو المكتسبة من الدرس والمطالعة والتعليم ولذا نرى كثيرا من اولاد اغنيائنا في حضرة ابائهم قامهاتهم يظهرون ادبا و بالاخص امام الزائرين . اما في حالة وجودهم في كل ما يخالف الحشمة ويضاد البيت على انفراد دیدار شما هم الأدب وذلك مع الخدم والجواري ولهذه المعاملة المسيئة تحكرة الخدم الاسلام وتنفر عنها و يفضلون الخدمة عند الطوائف الأخرى لان اولادهم اعلى ادبا وأوفى كما لا يأمرون بالمعروف الذي كان فيها و بالاحسان الذي كان يعرف قديما عنا ، والا فخذ لذالك مثلا خادم او خادمة في منزل رجل غني مسلم قائمين خدمة