صفحة:حاضر المصريين.pdf/27

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٦

تعليم أولاد الأغنياء

فضلاً عن تأثير اخلاق الخدم من مذمومات الحلق الذي يدرّبون عليه الاولاد وهم صغار لا يعقلون اذ لو اردنا البحث في تأثير الخلق من الخدم لرأينا ان الموكول بالاولاد منهم الآغوات الذين لا يفقهون الصالح من الطالح. حتى ولو اطالت الاولاد السنتهم ورفعوا أيديهم لا ينتبهون ان عملهم هذا خطأ في حق الاولاد اذ ترتقي مع الولد قلة الادب وفقدان التربية ما ارتقى في السن ان لم يكن له رادع سيما والانسان بعيد عن الكمال محب الرذيلة

كثيرا ما يأمرهم الخدم بكل قبيح ويعلمونهم السرقة من الاباء والامهات وكثيراً ما يعطى الاولاد دراهم لا لزوم لها فيصرفونها على شرب السجاير وهم صغار أو تعاطي مواد أخرى مضرة بالصحة ، والمعلم والمنبه لكل هذه الامور الخدم والحواشي ومن العابهم تعرف درجة انحطاطهم من يماثلهم في السن من الطوائف الأخرى . ولا يخفى على المتأمل في حقائقهم سوء العواقب الوخيمة وسوء المغبة والمآب فاحكم بعد ما تقدم بما وصلوا اليه وما سيصلون في زمن تربية المدرسة والتعليم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم


تعليم أولاد الاغنياء

قال الامام الغزالي رضي الله عنه "الصبي وديعة عند والديه"

اعتاد الأغنياء منا تعليم اولادهم في ثلاث مدارس . المدرسة الأولى هي المدرسة المخصوصة اي التي يأتي اليها المعلم في البيت والثانية والثالثة المدارس الاميرية والاجنبية . اما الاولى فهي مكونة من ١٠٠ شيخ او غيره وتلميذ او اكثر يعطون حصة او حصصاً في النهار . واما الثانية والثالثة فامرها معلوم وسيأتي الكلام