صفحة:حاضر المصريين.pdf/271

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۲۷
أوهام الفقراء وخرافاتهم

الرأفة و يقوم بعمل نتيجته انتشال هؤلاء الفقراء من وهدة البلاء والفقر وما تلك الوهدة الا الجهل


أوهام الفقراء وخرافاتهم

قال حكيم اتركوا الجوالات فتحيوا وسيروا في طريق الفهم

الأوهام في صورة المرئيات او المحسوسات او المسموعات يكبر حجمها او يصغر بقدر اشتغال الفكر لقبول الخرافات أو رفضها . فهي اذا صورة مأخوذة عن حقيقة بواسطة منظار عدسته تكبر الاجسام أو تصغرها بعامل الميل الشخصي الى تعظيم الامور او تحقيرها فعليه لا تعتري الاوهام إلا ذوي العقول الضعيفة وقلا تعتري غيرهم الا اذا كان عندهم ضعف في الدماغ او انحراف في الجهاز العصبي فنستنتج مما تقدم ان الأوهام مرض عام منتشر مكرو به في كل مكان الا ان العاقل المتعلم يقوى عليه فيضعفه . والجاهل غير المتعلم لا يقوى عليه فيصبح مرتعا له فيسرح فيه ويمرح . واعظم شاهد على ذلك ما هو مرثي" بين العامة لشدة استعدادهم لقبول تأثير الاوهام والخرافات عليهم . وما ذلك الا لشدة الغاسهم في الجهالات واكثر أوهام العامة في المسائل الدينية وخرافاتهم في المسائل العمومية

اما الاوهام الدينية فنقتصر على ذكر شيء منها غير السابق ذكره في الفصول السالفة اذ عندهم الاوهام معتقد آخر لا يمكن امالتهم وزحزحتهم عنه. فمن ذلك الاعتقادات الوهمية فيهم في الحجب والاحراز الكتيرة التي يعتقدون فيها البركة والشفاء من الامراض ( والارياح ) والآلام والاستقام . و يعتقدون فيها النفع حال الدخول على الوزراء وارباب الاقلام . ويعتقدون فيها انها معلمة المحبة والقبول وانها تمنع عنهم كيد الاشرار في سرى الليل وسفر النهار ، وتنفع من لدغة العقرب .