صفحة:حاضر المصريين.pdf/279

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٧٨
الفقراء المرضى

التطبيين الجهلاء الذين ان ارادوا ان يفيدوا أضروا " والمريض اجهل من المتطيب طبعاً “بواسطة الحبوب التي يعطونها وكثيرا ما يكون فيها الزئبق فتزيد المرض وتؤدي الى الموت

علم الله أن اهم حاجة لهم المستشفيات اولا ً والتعليم ثانيا ، وما التعليم ازاء المستشفيات بشيء يذكر لما في المستشفيات من شفاء الجسم وتقوية الابدان. والجسم يعد شفائه من امراضه يقبل العلم ويتلقى الصنائع ويستعد للحرف لانه يكون سالما وفيه طاقة الادراك وقوة العزم وقد قيل ان العقل السليم في الجسم السليم وما اصبح هذا القول

لا يرضى العقلاء بمرض الفقراء لانهم كل الامة وكيانها افلا يأسفون اذ يرونهم مرضى الاجسام متحملين كل انواع المرض بين رص ومجذومين وعرج ومشلولين ومقعدين وخرس وصم ومسلولين

أيظن المصريون أن مستشفيات الحكومة تكفي لمرضى الأمة وثني بحاجاتهم واقل طائفة من نزلاء البلاد قد تعاونت وشادت لطائفتها المستشفيات والملاح أو لا بأسفون اذ يرون فقراء هم يلقونهم في طريقهم أو في نزهتهم ويحومون عليهم طالبين الدرهم وحقهم ان يطلبوا الدواء لو عقلوا لان الناظر اليهم يقرأ على وجوههم علامات المرض في قلوبهم والرمد في عيونهم ام يغن عقلاء المصريين ان الاطباء متهم يقبلون تطييب الفقراء معانا بناء على ما هو مكتوب على باب كل منهم للفقراء مجانا " تالله لا طبيب منهم يطلب فقيرا بغير اجرة ولا رأينا في حياتنا من واحد منهم فعل ذلك غير المرحوم الدكتور دري باشا الذي كان مستوصفة شبه مستشفى مجاني للفقراء المنهوكين بالامراض والعاهات وكان يجتمع فيه من