صفحة:حاضر المصريين.pdf/280

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۲۷۹
الفقراء المرضى

كل الطوائف ذكورا واناثا فلما توفاه الله انقطع عن الفقراء كل هذا الخير العميم

واصبحت مستشفيات الاجانب فيها ملاذ المرضى وعياذ ذوي الادواء ولولاها لعدم الفقراء حياتهم وساء مصيرهم وكفانا تحدثا عبراتهم انهم يلتقطون اولاد الفقراء وقد نبذهم اهلوهم لذ السواة فيربونهم ويعلمونهم حتى يبلغوا اشدهم ويقووا على تحصيل معايشهم . لقد كثر اللوم وتعدد المنددون وكل يوم نسمع الاجانب يعيروننا بكثرة مرضانا وقلة اهتمامنا بانشاء مستشفى لهم حتى اصبحت احوالها تحزن العقلاء وتبكي المؤمنين

ولكي يكون القارئ على علم بحالة امتنا المصرية تأتي على ذكر بعض مآثر الاجانب ليتبين له حالتهم الخيرية لقاء حالتنا التعيسة المحزنة فنقول

قامت النزالة الفرنساوية في العاصمة بعمل مستشفى خاص لها في العباسية صرفت عليه ما ينيف على المئة والستين الف فرنك وساعدت الحكومة الفرنساوية القائمين بأمره بمبلغ 30 الف فرنك فهل لنا شيء من ذلك نحن المصريين وعددنا زهاء التسعة ملايين والفرنساويون عندنا لا يبلغون الخمسة عشر الفا افلا نخجل وتنتحب على سوء حالتنا وطول تقاعدنا وتقصيرنا

وفي عزم الايطاليين التشبه بالفرنسوبين في بناء مستشفى لهم ايضا وقدروا المبلغ اللازم لذلك بمئتي الف فرنك وقد تبرع لهذا العمل الخيري جلالة ملكهم بمبلغ ألف فرنك والخواجات روفائيل وفيلكس سوارس بمبلغ 1800 فرنك ومحل كوجيني بمبلغ 1500 فرنك وتبرع باقي اغنياء الطليان بالمعدات والادوات اللازمة لذلك ، هذا بخلاف ما تنفقه جمعيتهم في هذه العاصمة فأنها تنفق كل