صفحة:حاضر المصريين.pdf/283

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٨٢
مآتم الفقراء

يبطل لان كل امة صار لها موضع خاص لنزلائها في مصر " وحتى لا يقال انه لو ترك الافرنج أهل مصر لا يبقى لهم صحة ولا تجد فيهم عافية ولو كانوا كثير بن

مأتم الفقراء

قال علي كرم الله وجهه “ ان الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم ولا لعجزه الهارب ان ما يجري في مآتم الاغنياء يجري عند الفقراء مثله او يزيد مما لا يرضى به عاقل ولا يجوز شرع ولا تأمر به عدالة فان الفقراء يفوقون الاغنياء في احزانهم لكثرة أيامها وتعدد اوقاتها . ويكاد " يوم الخميس “عند المقراء ينعت بيوم الاحزان ، اذ تجول فيه النساء من حي الى حي نهارا وبجاريهن الرجال في ذلك ليلالحضور المآتم بعضهم عند بعض فترى النساء مبكرات بكور الزاجر للتعزية قاطعات المسافات المترامية مشيا على الاقدام اوركوبا على عربات النقل متزاحمات متسابقات لادراك هذه الغاية ومنطلقات من الجمالية الى بولاق او الى النصرية من الاحياء الوطنية ولا يرجعن إلى منازلهن حيث تركن اطفالهن الا عند العصر أو بعده ، وليس لهذه العادة اثر عند نساء بقية الطوائف . اما حديثهن وهن ذاهبات الى المآتم فمقصور على مدح التأديات وتشويق بعضهن بعضاً إلى ما سوف يسمعنه من ندبهن الذي يثير الشجون ويحدر صيب الدمع من سماء العيون ، ويتادين في تفضيل احدى النوادب على الاخرى حتى يفضي بهن الأمر الى الخصام والمشاحنة وقد يأخذ من بعضهن ذهول ينسين عنده انهن ماشيات على قارعة الطريق فتزاح عنهن الستور ويظهر ما في اعناقهن من المناديل المطرزة بالسواد علاوة على ما سيف ابديهن من المناديل التي يغطين بها