صفحة:حاضر المصريين.pdf/284

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٨٣
مآتم الفقراء

- - - >> ما تم الفقراء وجوههن" عند ذرف الدموع وقتها تلقي على مسامعين النوادب الادوار الشجية الباعثة على النوح والانتحاب والداعية الى الحزن والاكتئاب ومن غريب امر المعددات انهن يعرفن فقيد كل حاضرة في المأتم فيعد دن اوصافة على حدة و يشغلن بذلك وقتا طويلا. ولا عجب فان هذا العلم الذي تحذقة النادبات فيه من متنوع اساليب التأيين والرثاء . ما تعجز عنه خواطر الادباء وقرائح الشعراء ، فلذا لا يصعب عليهن ان يقلن ما يؤثر في نفوس السامعات ما دمن" قادرات ان ببكين الحاضرات على الشيخ الهرم كما على الفتى اليافع ولكن من العجيب انهن بيكين من حولهن وهن خاليات من الشجو فلا تسمع لهن زفرة ولا ترى في عيونهن دمعة . والنساء الفقيرات يفقن الغنيات في الحزن اذ ليس لهن" رادع من أهل ولا من جيرة يعلمون ضرر ذلك بهن" صحيا فيسرفن في لطم خدودهن والضرب بارجلهن امام رجالهن على المقابر ولو فوق الموتى الذين بيكينهم تحت التراب ، والفقراء بتكدون مع شدة فاقتهم نفقات طائلة في مآتمهم قياما بما يحيون ، من الليالي وما يعدون من المآكل مدة الاربعين يوما ولهم في التعزية أمور مغايرة للسنة فيعزون الاب الذي فجع بابنته بما يقرب من التهنئة بوفاتها كقولهم ستر العورات من الحسنات ودفن البنات من المكرمات" ومن يتأمل ير ان هذه التهنئة في صورة التعزية كانت معروفة في الجاهلية الأولى عند ما كانوا يئدون البنات اي يدفنونهن حيات . والغريب ان المشايخ وبعض العلماء يعزون اصحابهم ومعارفهم بمثل القول المتقدم ذكره قولا وكتابة ولعل هذا سبب كره الآباء للبنات . أما زيارة القبور المقصود منها التذكر بمن سلف والترحيم عليهم والتصدق على المساكين استراحاماً لهم . فهو عند الفقراء جار على وجه نخجل من ذكره اذ انهم يقيمون ليلا ونهارا على المقابر طابخين وآكلين وشاربين وقد احضروا معهم الأولاد TAY