صفحة:حاضر المصريين.pdf/285

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٨٤
مآتم الفقراء

والنساء والفرش والاغطية على عربات النقل أو على ظهور الحيوانات وفي ذلك دليل على ان لا احترام عندهم ولا اكرام لمدافن الموتى وكفاها امتهاتا انهم جعلوها اشبه بفنادق السباح يجلسون فيها فتمتل لهم انواع العاب " الحواة " وتعرض على ادهانهم اقوال ” الادبتية

والمقابر في القطر المصري كثيرة لا تكاد تخلو منها قرية حتميرة وفي القاهرة وحدها ست * قرافات " لدفن الموتى وكانها خارج المدينة وهي قرافة " السيدة . والامام . وباب الوزير والمجاورين . وقايتباي . وباب النصر" وجميعها أعدت منذ ايام الفتح لدفن اموات المسلمين واوقفت على ذلك بحيث لا يصح فيها تصرف بيع ولا شراء فيذهب اليها الاهالي في ايام معينة من السنة مثل أيام العيدين و يوم اول جمعة من رجب و يوم نصف شعبان وأيام الجمع على مدار السنة لمن توفى له اهل او اقارب ولم يحل عليهم الحول . يتعهدها المرة فيراها مأوى لجماهير كثيرة من انحاء العاصمة وغيرها من المدن من جميع طبقات الشعب الاسلامي على اختلاف الهيئات والازياء من عني وفقير وغرض الجميع زيارة قبور موتاهم وحبذا هذه الزيارة لو كانت وفق الشرع الشريف أو لو كانت مجردة عما نهى الشرع عنه وعمل الكل بما يعود على الاموات بالبر والاحسان ذاكرين ما قاله ذلك الفيلسوف الحكيم العربي

خفف الوط ما اظن اديم
الأرض الأ من هذه الاجساد
وقبيح بنـا وان قدم العهد
هوان الآباء والأجداد
سران اسطعت في الهواء رويدا
لا اختيالاً على رفات العباد
رب لحد قد صار لحدا مرارا
ضاحكا من تزاحم الاضداد

نعم حبذا ذلك لو خلا من معايب اللهو واللعب والقذف باقبح الشتائم