صفحة:حاضر المصريين.pdf/286

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٨٥
مآتم الفقراء

مآتم الفقراء وأرذل الاشارات ، حتى ان ” القرافات “ تكاد تكون مجتمعاً يغشاه لفيف الشحاذين اصحاب الامراض والعاهات . ومازلاً لعصابات المتشردين واللصوص كل يحتال على اخيه لاجناء الصدقة منه وهو لا يستحقها ، ولا مندوحة لنا عن ذكر شيء من اعمال الحفارين ” التربية“ وهم الذين يحفرون أجداث الموتى ويوارونهم التراب وقد ورثوا هذه الحرفة عن آبائهم واجدادهم ولهذه الطائفة اعمال مرذولة وامور تجلب السخط عليهم من جميع طبقات الامة إذهم الناهبون السالبون الذين يتلقفون ماتصل اليه ابديهم ويوزعونه سهاما بعضهم على بعض بعد ان ير يشوا في قلوب منكسري القلوب من ذوي الميت سهاما لا تشفي جراحها الى يوم العرض . فان الجنازة لا تصل اليهم محمولة على اعناق الرجال مشيعة بدماء ، العيون ووراءها النساء بكين ويحن بما تتفطر له الأكباد ويذوب منة قلب الجماد إلا بـدأهولاء التربية بطلب اجرتهم بالمنازعة والخصام بما يحمد جذوة الحزن على الميت " ولا يحمد جذوة الحزن على الميت الأشي: أصعب منه “ ويحل محلها الغضب اولا ثم الاسف ثانيا ثم الحزن مع الغيظ على ما ينال الاعراض من الشتائم والقذف والكلام البذيء لانهم اذ لا يرضون بالقليل ولا بالجزيل من الاجرة يضحون ويجلمون ويصيحون و يصحبون ويوغلون في عرض ما عندهم من بضاعة سفالة الاخلاق وحطة الشأن فيقع ولي امر الميت بين مصيبتين مصيبة اولئك الطاعين وهي شديدة على النفس الابية ومصيبة الخجل من اخوانه واصدقائه المشيعين معه وهي معة وهى اشد وقعا في مثل هذا الحال . وهو لا يرضيهم الا اذا افرغ جيوبه امامهم. فماذا تيقنوا أن لاسبيل الى الزيادة رضوا بما أخذوه ولهم عليه الفضل - وليس لهؤلاء اجرة معروفة ولا جعل معين فكلما رأوا الخجل يزداد ظهوراً على وجه صاحب الشأن زادوا لحمة وجراءة وعلى قدر ما يزيد لهم الاجرة ليترضاهم TAP