صفحة:حاضر المصريين.pdf/293

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٩٢
الأوقاف الإسلامية وحاضرها

الخلف لما تركة السلف . غير انا لا تتكر ان بعض هذه المساجد حفظت ورممت أخيرا وبالاخص الاثرية منها اذ لولا زخرفها ونخامتها لمحيت بالمرة كما كثير منها وكما صحبت آثار دور التعليم وملاجي الخير والمستشفيات التي كانت بجوانب الجوامع المذكورة في كتب السير واسفار التواريخ ولا يزال بعض تلك الجوامع مهملاً امره متروكا يعمل فيه ضد الغرض المنشأ له كجامع الظاهر١ وجامع قلاوون وغيرها

الاول منها خالف القصد الذي بني لاجله واضحى مخزنا ومذبحا ومخيزا توقد فيه النيران بدلاً من اقامة الصلاة . وثانيها تلعب فيه الاولاد وتمرح وقاعته مؤجرة مخزن آواني النحاس وبضائع التجار وليس فيه مكان لاقامة الصلوات سوى غرفتين مع أن سعته عظيمة ولا بعد أن يصير مصير الاول بعد

زمن . وأنى يرضى المسلمون عن الاول وهو بين مبان لفحيمة باذخة جميلة ولا تمير


  1. جامع الظاهر" قال المقريزي رحمه الله ، هذا الجامع خارج القاهرة بالحسنية انشأه الملك الظاهر بيبرس البندقداري العلائي وكان موضعه ميدانا بعرف بميدان قرافرش وكان منتزه الملك ومحل لعبه بالكرة، فلما اهتم بعارته اختاره فرسم الجامع في قطعة منة ورحيم بان يكون بقية الميدان وقفا على الجامع بحكر ( تأمل ما حوله الآن ) ورسم بين يديه هيئة الجامع واشار ان يكون بابه مثل باب المدرسة الطاهرية وان يكون محرابة قبة على قدر قية الامام الشافعي رضي الله عنه " وكتب في وقته الكتب الى البلاد باحضار عمد الرخام وكتب باحضار الالات من الحديد والأخشاب النفيسة برسم الأبواب والسقوف وغيرها وولي عدة مشدين على عمارة الجامع وشرع في العمارة سنة ٦٦٥هجرية ثم سيف سنة ٦٦٦ سافر السلطان الى بلاد الشام فنزل على مدينة يافا وتسلمها من الافريج وهدم قلعتها وقسم ابراجها على الأمراء واخذ من أخشابها جملة ومن الالواح الرخام التي وجدت فيها ووسق منها مركبا سيرها الى القاهرة ورسم بان يعمل من ذلك الخشب مقصورة في الجامع والرخام بعمل في المحراب فاستعمل كذلك وكملت بداية الجامع منة ٦٦٧ له . فتأمل حاضر الآن