صفحة:حاضر المصريين.pdf/300

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٩٩
الأوقاف الإسلامية وحاضرها

الاوقاف قد سارس في ذلك معارضة شديدة شأن كل مصلحة تحافظ على سمعتها وترغب في عدم تقليل اختصاصاتها . ولكنا ترجع فنقول ان ديوان الاوقاف . بسط يده على التعليم ليكون ينبوعاً مساعدا على انتشار العلم وتعليم النشأة الحديثة الفقيرة التي هي في حاجة الى التعليم . ولعمر الحق ان مبلغ ٢٧٥٢٥ جنيه من ايراد قدره ٢٣٠٦٦٢ جنيه مبلغ قليل جدا على امة مثل امتنا تريد ان تباري الامم الحية المتقدمة عليها

ما يصرف على عمل الخير

اما ما يصرفة الاوقاف على عمل الخير فلا ندري ما هو اللهم غاية ما يمكننا ان تقوله انه ربما يقصد بذلك ما يعطيه لجماعته من المستخدمين الذين يستولون على ما يقرب من ربع الايراد أو ما يصرفه وهو مبلغ 15610 جنيه فان من هذا المبلغ يصرف إعانة للكتبخانة ومعاشات لافراد قليلين نعم اننا نجهل حقيقة ما في ذمة ديوان الاوقاف تماما لعمل الخير، ولكن العقل ورشدنا ان في ذمة ديوان الاوقاف لعمل الخير شي كثير ودليلنا عليه النظر لتبرع السلف الصالح وما هو مكتوب في سير الخلفاء والامراء الذين كانوا يوقفون من سعتهم ما يضمن الفقراء والمجزة راحتهم في حال ضيقهم وشدتهم فكم من حليفة وسلطان وامير بنى بجانب الجامع المستشفى رحمة منه وحناناً على امته من بعده . ومن ذلك وقف اقامة اخيرا الخديوي الاسبق "اسماعيل" لانشاء دار للعجزة يراها المطلع ذات شرط في وقفية المذكور وخصص لها أربعة آلاف جنيه وللاد، لم يسمع أحد ما هو غرض الاوقاف من هذا الشرط . ولو فتشنا الاوقاف نري مثل هذه الشروط أشياء كثيرة كلها في ذمة الديوان المذكور بخلاف المبالغ التي لبعض المستحقين وقد طال عليها الأمد ولم يطالب احد الديوان بها والمرجح عقلا أن أكثرهم ماتوا ولا وارث لهم وعلى ذلك بمكنا القول --