صفحة:حاضر المصريين.pdf/39

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
دین اولاد الأغنياء

٣٨

ويستدعي لديه الابن ويرجوه' ان يقرأها على مسامعه حتى اذا تمّ الابن قراء ته يمدحها للابن قائلا "الله در منشئها فانه يقول الصدق والحق في قالب تفهمه الخاصة والعامة" ولا يبعد عليه القسم لو أراد تفضيلها . أما الجرائد العربية الفصيحة فلا يقرأونها الا اذا كان لهم فيها أمر يهم من اعلان او مسألة خصوصيّة . وقد سری تغلب الافريج بين اولاد الاغنياء في الاحكام والمتاجرة والصنائع والحرف حتى ان شده اختلاطهم بهم افسدت عليهم لغتهم وكادت تذهبها من بينهم قطعياً

فإذا كنا لا نزرع في قلوب ابنائنا في صغرهم محبة الوطن واللغة ولا نرضعهم لبان الشهامة وحب التقدم فمن اين لنا ان نسابق الفرنجة في أعمالهم أو تضارعهم في صنائعهم او نجاريهم في مخترعاتهم ونكون قدوة لغيرنا كل هذا يجب على الأباء الانتباه اليه والعمل به ، والا اصبحنا يوما ما ونحن بلا دين ولا لغة وهذه شر الميتات الادبية فلنتناصر اذاً على منع كل ما من شأنه جرالويل والضرر علينا وعلى اوطاننا قبل أن تتمكن يد الضلالة منا فنندم حين لا ينفع الندم ويصبح المقتدي بنا أطف منا في فقد اللغة مكيالاً . وأخف في حفظ كيانها مثقالا والله على كل شيء رقيب


دين اولاد الاغنياء

انه وان كان يظهر أثر الدين جيدا على وجوه أهل البادية او المتدينين المتقشفين من الحضر المتجافين من الملاذ وفي معاملتهم غنيهم وفقيرهم بالنسبة لتمسكهم بالدين وجريهم على سننه واوامره الا انه يكون أكثر واجمل ظهورا لو وجد في اهل المدن وخصوصا الاغنياء منهم الذين هم في رغدٍ من العيش وبسطة