صفحة:حاضر المصريين.pdf/4

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحمد لله والصلاة على رسوله وبعد فإن انفع العلوم علم يهدي الباحث فيه الى حال امته الذي هو فرد منها من صعود وانحطاط ورشد وغواية وتفرق وائتلاف وخلل ونظام فاذا رآها في مصاف ذوي الصفات الصالحات جد معها في شوطها وافتخر بأنه كان واحدا من تلك الامة الراقية والقوم الصالحين واذا رآها في الدرك الأسفل من سوء الاعمال وقلة المال وتخاذل الرجال اهرع إلى الإصلاح يلتمسه لها من بابه واجتهد في تبيين النافع من الضار ضاربا الامثال باحوال مجاوريها من الام وما كانوا فيه واسبابه وما صاروا اليه وابوابه مفصلاً على التأخر موضحاً وسائل التقدم مشجعا على الانتقال من حال الى حال معيرا بالبقاء على ما ظهر ضرره مشخصا للداء معينا للدواء مذكراً بالآباء الاولين والاجداد السالفين فما هو الا ان يجتمع اليه كثير اعملون بفكرته و يقومون بنصرته فلا يلبثون حتى يعم هذا الفكر الصالح و ينتشر النور وهذا هو الاجتماع والعمران

ولقد مضت السنون الطوال وتابعت القرون والاجيال واليأس عند الاهون بالخيال مجدون في الخيال عن هذا العلم النافع غافلون وبغيره مما لا يفيد فائدة