مشتغلون وبقي ذلك كذلك الى ان ظهر تحت سماءِ مصر كتاب الاستاذ الكبير العالم الاجتماعي الشهير ديولان الذي ابان فيه كل أحوال الفرنسيس في هيئاتهم الاجتماعية كلها وبيَّن ما في كل واحدة منها من النقص وقابل ما عندهم بما عند جارتهم الامة الانكليزية من كمال تلك الهيئات ومتانة أصولها مبيناً اسباب ما لديهم من ذلك الكمال ولذلك وسمة باسم (سرّ تقدم الانكليز السكسونيين ) ولما اعثرتني الصدفة بهذا الكتاب ترجمتهُ إلى اللغة العربية ليعم النفع به فانه ان بقي على اعجميتهِ كان بالنسبة الى بلادنا كانهُ لم يكن
ما وُجد هذا الكتاب مترجمًا في أيدي الناس وقرأهُ العامة والخاصة منهم حتى ترتبت عليه الفائدة التي قصدتها والتفت حضرة الفاضل محمد افندي عمر الي ما عليه امتنا المصريَّة من التأخر والانحطاط فقام بنظر في الاسباب وطرق لذلك جميع الابواب حتى استجمع كثيرًا من احوال الاغنياءِ والمتوسطين والفقراء وجمع الجميع في كتاب سماهُ ( حاضر المصريين او سرِّ تأخرهم )
تصفحت هذا المؤلف الجديد فاذا هو قد ألَّم بالمطلوب ووفي البحث حقهُ فتكلم عن اخلاق الطبقات الثلاث التي الف منها امتنا المصريَّة وعن عاداتها وحالها في كل مجتمعاتها بما ابان الملة وتحص الداءَ وارجع جميع الادواء الى اصول الاخلاق وبرهن على ان العمل انما هو الموصل الى السعادة
الحق احق بالاتباع والضرر انما هو في تمويه الحقيقة بما يسمونهُ تسترًا والنص ان كان مرَّا ربما حات عاقبتهُ وحمدت غايتهُ على انه ان كانت النصيحة بالتي هي احسن فلا يضيع فيها الصدق الاخبار عن الواقعيات وقد يكون الواقع لتدما يكون ساعة على الغوس فلابد ادن من أن يتحرى الناصح الحق و يبر العيب و بدعو الى التنصل منهُ والتنحي عنهُ ولا بد من أن البدرة تبت متى وُضعت في
