كرم الاغنياء الماضي وبخلهم الحاضر
الطرق والدكاكين . وأكثر ما يوجدون في الدرب الاحمر وشارع الساحل بقرب الدائرة السنيّة وفي جهة باب الشعريّة والجماليّة وبولاق . اي انهم منتشرون في كل ناحية أكثر من انتشار المدارس التي تحيي الحق وتبطل الوهم وتربي عقل الانسان . وكل هؤلاء قد نسوا قول الرسول الكريم" لكل دين خلق وخلق الاسلام الحياء" أفبعد ذلك عبرة واستدلال باننا على غير ما كنا عليه والله يزيد في الخلق ما يشاء وهو اله السموات والأرض
كرم الاغنياء الماضي وبخلهم الحاضر
يجدر بنا قبل ذكر بخل اغنيائنا ان نذكر طرفا مما كان عليه السلف منهم حتى نقيس عليه الحاضر ونتأمله فنقول
ان من راجع كرم السالفين من اغنيائنا يقف حائرا مبهوتا من جراء كرمهم للاعمال الخيرية فقد جاء في كتب الاخبار والسير عن كرمهم شي كتير مثل انشاء المستشفيات والملاجىء الخيرية وبناء الاسبلة وتعمير دور العجزة والعميان والمستضعفين من بني الانسان ، ولم يقتصر الحال فقط على ما ذكر بل قد وصل كرمهم الى الحيوانات العجم ايضا ولكي يطلع القارئ على بعض هذا الكرم ويعلم به حقيقة العلم تأتي هنا على ذكر خلاصة بعضه
جاء في خطط المرحوم علي باشا مبارك ان اول خانقاه ( تكية ) بديار مصر أنشئت في زمن صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة ٦٥٩ هجرية برسم الفقراء الواردين من البلاد الشاسعة
ولما انقضت دولة الايوبيين حذا حذوهم السلاطين الجراكسة وبعض الامراء .
