صفحة:حاضر المصريين.pdf/57

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٥٦

الاباء الاغنياء في نظر الابناء

تلك كانت مرؤتنا التي كنا نساعد بها الكسيح الاعمى وننتشل بها المقعد في الارض والذي ليس له نصير ولا ناصر، ضيعناها فأخذها غيرنا وعقدوا النية على فعل الخير بها

اما اغنياؤنا فينفقون كما قدمنا نفقات طائلة على الملاهي والملذات وانواع الترف ويبخلون اذا فتح باب لمساعدة الفقراء ويجتهدون لجلب الوسائط اللازمة للتباعد عن سماع أنين المقراء . خوفا من تأثير اذهانهم عند سماعهم كلامهم . حتى تزايدت حالة الفقراء سوءا على سوء واشتد بهم الضنك ولا ندري اين الضمائر الحرة التي كانت فيهم قبلا والرحمة التي عليها مدار العمران وهي منشأ الخير والاحسان . ومن علامات المسلمين التصدق على المرضى والبائسين . وما احلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصدقة انها تطفي الخطيئة كما يطفي الماء النار"

لا جدال ان اغنياءنا ينحطون في ادراك الخير كل يوم عن يوم حتى تأخذهم السنة والنوم وشواهد الحال ظاهرة ودلائله واضحة باهرة فقل الله يرث الارض ومن عليها وهو خير الوارثين


الآباءُ الاغنياءُ في نظر الابناء

قلنا في فصل تربية الاولاد ان مضار تمييز الرجل بعض أولاده عن بعض مفسد لنظام العائلة موقع للعداوة والبغضاء بين الاسرة وبالاخص بين الاخوة . اذ يتولد من هذا التفضيل نفور تستحكم خلقاته ما دام الاخوان في قيد الحياة والسبب في ذلك انه لو غضب أحدهم على ولدهِ او ابنتهِ واراد ان يتشفى منها يفضل أحدها على الآخر وهذه دون ريب جناية من الوالد يأتيها للتشفي والانتقام ولا