صفحة:حاضر المصريين.pdf/6

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥
مقدمة

ارض صالحة واستكملت الشروط وكل النفوس صالحة لتلقى النصيحة ولا ينقصها الا ان يكون زارعها مستجمعا لشروط القبول ومتى صلحت النية فكل عمل صدر عن صاحبها فهو وأن كان صعبا يكون مقبولاً

كان يسرني كثيرا ان انتقد على هذا الكتاب في موضوعه فاقول ان هذا العيب الذي ذكره مؤلفة في الصيف الفلاني غير موجود ونسبته اليه غير صحيحة غير اني آسف اسفا شديدا لما رأيته من ان صاحب الكتاب لم يذكر عيبا في طبقة ولم يندد بعادة ولم يمير بخصلة ولم يتعرض الى خلة الا وجدته بعد التدقيق مصيدا فيها قال صادقا فيها نسب بل رأيته مستعملة الرقة في البيان والتلطف في المقال

الحقيقة التي لاربية فيها أن مجموع الاغنياء منا منصرفون عن هذا العالم بأسره غير عالمين بانهم في هذه الدنيا فما عليهم منها اذا عمرت أو عمها الخراب ولذلك نرى كل واحد منهم وحده يهيم في لذاته غير مبال بضياع المال الذي جاء : عفوا بطريق الصدفة لانه ابن فلان وارتفعت فيما بينهم صفات التعارف وضاعت من أيديهم ثقة كل واحد باخيه فكانوا بذلك هملا تضيع ثروتهم ولا يعلمون ويؤخذون على غرة وهم غافلون وهم أولى بأن لا يعدون من الامة فضلا عن النهم هم المالون

سرت هذه الحال من الاغنياء الى المتوسطين لانهم اقراب التهوتها خالطوهم أو سمعوا من اخبارهم والوهم قتال فنشبهوا بهم على غير روسيهونلدرهم بحكم تساع طيع القوي على الضعيف فالوا ميلهم وطبعت نفوسهم على محبة الظهور الباطل وتنافسوا في الشهوات وتفانوا في اللذائذ وقالوا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا ولم يقولوا فأضلونا السبيل فكانوا بذلك خاسرين ضائعين

الفقراء وهم السواد الأعظم مسيرون لا تخبرون وليس في أيديهم ما يصرفونه