صفحة:حاضر المصريين.pdf/60

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الاغنياء والموت

٥٩

حلية بعد أخرى حتى اصبحت وهي لا تملك شيئا . اللهم الّا صبغة الاستعاذة منهُ والاستنجاد بالله من شره ، هذا حال الآباء امام الابناء فليتدبر المؤمن أو يقول

لك الحمد اما ما نحب فلا نرى
ونبصر ما لا تشتهي فلك الحمد

الاغنياءُ والموت

كل امرىء مصبح في اهله
والموت أدنى من شراك نعلهِ

قد حدد الله لنا الأعمار كما حدد لنا الارزاق . والدين بيّن ذلك في كتبه اذ مهما طال عمر امرىء فلا بد وان يموت ولو تحصّن منه في امنع المعاقل ، والموت لا بدّ ان يشربهُ كلٌّ منا ، فيوماً يقصف هذا الغصن غضاً رطيباً. ويوما يودي بذلك الكهل وهو في ارذل العمر . سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً. والحزن على الميت فطري في النفس . خصوصاً لموت حديثي السن . فانه مرّ المذاق على الاحباب والاصحاب . ولكن الله قد علمنا بلسان رسوله الصادق الامين ان لكل أجل كتابا وان الروح لا بد وان تفارق الجسد مهما طال الامد ، وأمرنا الله في الكتاب ان نعمل صالحا لنلقي في الدار الآخرة مثله ولنعيش مع السعداء والصالحين ، والعاقل من عرف ان هذه الكوارث وتلك الحوادث لا ريب في انها من قضائه جل وعلا والاولى بمن يصاب بالنوازل ان يصبر لها ويتوكل على الله وان يستسلم لارادته سبحانه وتعالى . " ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده "

نعم يحيى المرءُ بين اهله واقربائه فلا يكون له تأثير ادبيٌّ بينهم ( الّا القليل منهم وهم المدركون غاية حياته العالمون حقيقة وجدانه اما في الرجال فالاب الاول والاخ الثاني وفي النساء فالزوجة الثالثة وتتبعاتها الام والاخت ومن