صفحة:حاضر المصريين.pdf/65

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٤

سلوك الابناء بعد موت الاباء

هو معلوم حفظ الثروة في العائلة بالعصبية

وكل ذلك نافع مفيد لمن يتدبر غاية الشريعة السمحاء ولكني اقول آسفا ان حاضر كل غاية شريفة قد انعكست فينا لسبب الجهل المستولي على النفوس لفقد العلم والتهذيب الذي كنا نتلقاه على الخطة التي كنا سائرين عليها قبلاً حتى انا لا نغالي لو قلنا أن المتأمل اليصير قد يتأكد لديه قرب انحلال فئة الاغنياء . إذ برى الاخوة منهم لا يكادون ينتهون من مأتم والديهم الّا وقد اخذ كلٌّ منهم في تبديد ما آل اليه من ثروة ابيه وعكف على مصاحبة كثير من المتملقين الذين هم أكبر الآفات المسببة لابتزاز الثروة وذهابها ادراج الرياح ، مما لا يخلو شاب غني من جماعة منهم ، فيلتفون حوله لسلب ماله بطرائق العش والتمارق الكاذب ، مثل جماعة الأجانب وبعض الوطنيين من المنحطين في مهاوي الضعة والابتذال المنغمسين في حماة الرذائل والقبائح ، وهؤلاء بتلقون اولاد الاغنياء بوجوه هاشة باشة حتى انه ليصدق فيهم القول

تقلب في الآفاق صلاً كأنما
قلب في فكيهِ شقة مبرد

يشيرون عليهم بما فيه ضياع مالهم وشرفهم ، وانتهاك حرمة آدابهم ومبادئهم . ان كان لهم آداب ومبادئ . وان أراد القارئ أن يعلم حال الشبان الاغنياء فليرسل رائد بصيرته الى ما نقضه عليه وليعمل مطايا رويته وقوة فكره وادراكهِ فيه يعلم ما لم يكن يقطن اليه وهو يراه كل يوم أمام عينيه

قد كان الزائر أو الضيف الذي يدخل بيوت الاغنياء ينشرح صدرا ويقر عينا بما يره من رب الدار من الانس والحفاوة والدعة ولين الجانب . فضلا عما ينشأ في نفسه من حب الخير والفضيلة وعمل الاحسان . اذ كان القوم اسمى فضلاً واوفي كلا . ذوو اخلاق مرضية محمودة ومكارم الهيئة موهوبة . قد تردى جمهورهم .