صفحة:حاضر المصريين.pdf/7

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦
مقدمة

هباء في لذة ورأس مالهم الذي هو قوتهم وعافيتهم وصبرهم على تحمل المشاق مدخر عندهم في خزانة الكسل وليس لهذا مفتاح الانصح الناصح مسموع الكلمة وهو لا يكون الأمن طبقة اعلى بحكم العادة القديمة وهذا كما تقدم لا يهمه صلاح ولا يعنيه فلاح في نفسه فما الظن به في غيره ان نام الفقراء وضاعت رؤوس أموالهم التي اكتسبوها بالطبيعة وكانت تنفعهم كثيرا لو صرفوها في تحصيل الرزق الواسع وما هم يفاطين

لي التفت الاغنياء والمتوسطون الى ان ذنب أولئك الضعفاء الفقراء في رة بهم واقبلوا على العملي النافع لانتقمل أولئك المستضعفون من حالهم الى ما هي خير منها ولعاشوا في نوع من السعة والنعيم اذكر ان بعض الاغنياء وغيرهم من كبار المتوسطين اقلعوا من زمان غير بعيد عن استمرار ليالي المآتم الى الاربعين كما كان الحال من قبل فلم يعمل بالامر الجديد سوى اثنين او ثلاثة حتى علق به اصاغر المتوسطين واخذه قاعدة جديدة عميمة وسمها في كثير من الاندية والمحافل شديد التنديد بالعادة القديمة والتنويه بالجديدة وانتقل الناس بعد ذلك من تقصير ليالي المآتم الى سير سرير الجنازة واخذت العادة الشنعاء تتلطف ولا شك أنه إذا بقي الكبراء على ذلك تبعهم الفقراء وحل الجديد النافع محل القديم المضر في هذا الأمر وان كان ليس بالعظيم

واذكر كذلك أن بعض الامراء أقبل اليوم على تحسين حالة الزراعة فالتفت الاصاغي من مجاور به إلى مذهبه ولا ارتاب في ان الحالة الماشية يمكن ان تصير الى حسن ثم الى أحسن ان لم يصرف اولئك الاصاغر ما يحصلونة فيما لا قبل لهم تقليدا للأمراء وكذلك لا ارتاب في انه لو كثر امتال اولئك الامراء لانتشر عملهم الصالح بين تلك الطبقات فانني لا ارى هذا الاقبال من الضعفاء الا في کی