٧٤
حقا انا نراهم كل يوم منحدرين الى منحدر سهل بدلاً من مرتقى صعب حتى اصابهم ما يصيب الارض المزروعة اذا استولى عليها الشوك والتي لا مناص لها من اضرام
النار فيها حتى تصلح ثانية بعد أن ترتدي زمنا رداء السواد عوضا عن لونها الطبيعي
الجميل والله القاهر فوق عباده
مقاضاة أولاد الاغنياء
منى وقف القارئ على سير وسلوك أولاد الاغنياء السابق بيانه لا بد ان يتساءل عن كيفية مقاضاتهم بعضهم البعض اذ لا يعقل أن يكون سيرهم على نحو ما قدمنا ويخلو من المقاضاة أمام المحاكم . اما نحن فنقول ان قضاياهم تنقسم إلى ثلاثة اقسام قضايا مدنية على حقوق لهم يقيمها بعضهم على بعض وهذه لا تعد ولا تحصى ولا غرض لنا فيها وان كانت اسبابها دنيئة في الغالب
وقضايا شرعية لاثبات الوراثة او قدح في الوصايا او في الوقفية أو لطلاق
زوج من زوجته وهذه ايضا لا يأخذها العد لكثرتها غير انا نأسف لما ينجم عن هذه
القضايا من التلاعب والبلايا التي تجر الويل والخراب وتبدد الاموال في غير
ابوابها وسببها سوء الظن بين الاهل والاخوة او ربا كانت لغرض ما
الا ان براعتهم في القضايا الآنفة الذكر وكثرة مصاحبتهم لرجال المحاماة
جرأتهم على ولوج ابواب المقاضاة مع اختلاف أنواعها حتى لا يقال انهم الاغنياء
ولكن المقصرون عن الوقوف لدى جميع درجات المحاكم فهذا تراهم وقد جد فيهم
من امد ليس ببعيد خلق الترفع إلى المحاكمة الجناية التي كان لا يدخلها غير القتلة
واللصوص من قطاع الطرق والمسالك کما هان عليهما ايضاً المثول لدى محاكم
المخالفات بجانب فاسدي الاخلاق ، ارباب الشرور و الفجور من خمار وحوذي وحمال
