صفحة:حاضر المصريين.pdf/77

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٧٩

بيوت الاغنياء الحرية اخيرا


بيوت الاغنياء الخربة اخيرا

واذا اردنا ان نهاك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا - قرآن شریف --

تعفو الرسوم والاطلال ، فلا يبقى لها اثر ولا عين ، وتشاد الدور الشاهقة والصروح الباذخة فلا يمضي عليها حين من الزمن حتى تصبح معالم دارسة . وكأني بابناء الاغنياء منا قد أدركوا هذه الحقيقة فوطنوا النفس على بذل كل نفيس ورخيص لديهم في طرق حرمها الله فاعطوا النفس مداها ونفس المرء امارة بالسوء" وباتوا يكيلون الأموال جزافا انفاقا على الملذات والشهوات وكان من أمرهم أنهم حرموا لذة الراحة والوسن ومن أمر صروحهم الباذخة انها لعبت بها ايدي الدمار والخراب فأوي اليها البوم ولعق فيها العراب فصدقت فيهم كلمة الله ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ) درست تلك الدور في سنوات عددها أقل من عدد الاصابع ففقدت البلاد والامة بخرابها ما فقدت ، أقول هذا ولا اقصد أمتي التي فقدت اباءها الذين كانت تعلق الآمال بهم اناء حالتهم بورة صالحين فكانوا لها من العاقين الضارين المفسدين . ولدوا في سعادة ولعمة ورخاء . وادا لم يكن لهم من المنح الجزيلة سوى انهم قادرون على أن يحصلوا على مرغوبهم متى راموا لتقيف عقولهم لكفى بالنعمة يحسده عليها للامين من ابناء الفقراء المساكين . بل يحسدهم عليها من هم اقل منهم غنى وزرهة لكنهم تاهوا في بيداء الملاذ فنكوبس عن الصراط المستقيم وتورطو في لانكباب على البدع واقل ما يقال في هذه البدع انها تستنزف الدراهم من ايديهم بدع جاء بها الفرنجة كما مرّ ان ايها القارئ واهم ما يكلم المواد خسرا وا من عليهم ان بعضهم منذ خمسة سنوات كانوا يملكون