المجالس الحسبية واولاد الاغنياء
المجالس الحسبية وأولاد الاغنياء
انشئت المجالس الحسبية لغرض سام وفائدة جليلة فاقل ما فيها انها شكيمة الجهال ووازع المبذرين لانها تحجر على من لا يحسن التصرف في ماله اما لعامة فيه أو أمادة ذميمة اعتادها وتغل يديه عن التبذير رحمة به وشفقة على عائلته وحفظاً لما بقي من ماله وتدر به على الاقتصاد في المعيشة حتى يقوم اعوجاجه والا بقي تحت سيطرتها الى ما شاء الله . وقد جاءت المجالس الحسبية عندنا بفائدة لا تنكر الا انها لم تؤد تمام المطلوب منها - نعم انها حجرت على سيئي التصرف والمسرفين ولكنها لم تأت ذلك الا بعد ان كادت الاموال تنفد واستفحل الامر الى حد يوشك ان لا يرجي معه تدارك ولا اصلاح ، وما ذلك الألعدم الاهتداء الى طريقة كافلة لاتم النجاح ومن حقوق هذه المجالس تنصيب الاوصياء وتعيين القوام وتقدير المال اللازم لاحتياجات المحجور عليهم . ويشترط على من ولي رئاسة مجلس منها ألا يألو جهدا في اتخاذ الذرائع الفعالة لنجاح سير المجلس واصلاح حال المحجور عليهم لانه اختص بثقة عظيمة واستودع امانة كبيرة . ولا يقوم باعباء هذه المهمة الأكل خادم امين صادق في خدمته لان لكل محجور عليه مسائل متعددة وقصصا متفرقة ابناء امراء وعلماء وفيهم فقراء وابرياء ولكل من هؤلاء طرق ومعاملات تختلف باختلاف اصله وحالته وعيشته في الحياة . فالمسأولية على المجالس الحسبية عظيمة ان لم نقم بواجباتها حق القيام ولم تدقق البحث في كل امر يعرض عليها اذ لا يخفى أن المطامع والاغراض تبعث قوماً على جر غيرهم الى المجالس حسدا و بعضاً او تشفيا وانتقاماً وكثيرا ما يكون ذلك بين الاقرباء والانسبة كما يظهر لمن يتأمل
