صفحة:حاضر المصريين.pdf/85

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٤

الجامع الأزهر والازهريون

في الامة منزلة المهيمن على الطبقتين ، ولذلك كثيراً ما أرسل الله الرسل الذين جعلهم اعلام الهدى للخلق من الطبقة الوسطى ، ففيهم يمكن عقد الاخاء وهو اصل التعاون في جميع الاعمال الدنيوية والاخرويةٌ . لان الحسد فيهم أقل منه في الطبقة العليا . وكفى انه لم يقم عالم متشرع ولا قاض قانوني ولا محام بارع ولا مهندس رياضي ولا فقيه ديني ولا ولا . إلا كان من أواسط الامة الذين جمعتهم روابط العصبية . والخلاصة أن جماعة الوسط يمتازون بالقوة عقلا وبدنا وعاطفة ويتبين لك كل ما ذكر مما سنذكره في الابواب الآتية _________________________________________

الجامع الأزهر والازهريون

الجامع الازهر وضع أساسة مملوك رومي من اهالي صقلية . وهو جوهر بن عبد الله الرومي المغربي مولى المعز لدين الله العبيدي وآخر من شاد بنيانه عبد الرحمن كتخدا ابن حسن جاويش القازدغلي وذلك قبل الرواق العباسي الجديد .اما جوهر الرومي فقصد مصر بعد موت حاكمها كافور الاخشيدي سنة 358 للهجرة واستلمهـا بعد قتال قليل وخطط القاهرة وبنى الجامع الأزهر على ما قاله جمهور المؤرخين . شرع في بنائه لست بقين من جماد الأولى سنة 359 وكمل بناءه لتسع خلون من رمضان سنة 361 وترتب المتصدرون لقراءة العلم فيه سنة 380 في عهد العزيز بالله المعز. وعليه فقد جعل هذا الجامع مدرسة للعلم سنة ٩٩٠ للميلاد. وهو أقدم المدارس المشهورة في العالم ولا يوجد في اوربا اقدم منه وأكبر في وقتنا الحاضر سوى بضع مدارس . لكن التدريس لم يتصل فيه من ذلك العهد الى عهدنا الحاضر . فان الحاكم بن العزيز بنى جامعا كبيرا سنة ٤٠٤ للهجرة ونقل المدرسين من الازهر اليه ولم يبق في الازهر الّا صلاة الجمعة . ثم