صفحة:حرب في الكنائس.pdf/61

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٦٣
الفصل السادس: ثيودوروس ونيقيفوروس واستقامة الرأي

المسيح وعبادة صورته هما شيء واحد. ويقول في الرأس الرابع أن للمسيح وصورته مثالاً واحداً ومعبوداً واحداً1.

نيقيفوروس: (٧٥٨-٨٢٩) وليس لنا أن نعيد الكلام في سيرة هذا الجليل في القديسين نيقيفوروس المعترف، فقد سبق الكلام في هذا الموضوع في تضاعيف هذه الرسالة. فليراجع في محله. وجل ما يجب قوله هنا هو أن نيقيفوروس كان كبيراً عظيماً اشتهر بدرايته واتزانه وصبره وثباته وتفانيه في خدمة الكنيسة واستقامة رأيه.

وأقدم مصنفات نيقيفوروس تاريخه ΙανοριΧ Συντομος وقد بدأ فيه بتاريخ مصرع الفسيلفس موريقيوس في السنة ٦٠٢ ووقف عند ذكر زواج لاوون الخزري من إيرينة في السنة ٧٩٦. وقد عرفه علماء العصور الوسطى بال Breviarium2. ثم عرض له ما صرفه عن التأليف فعمل في القصر أولاً ثم اعتزل هذا العمل وأهمل كل شيء وانفرد متنسكاً. ثم تولى أمر المؤسسة الخيرية ومنها انتقل إلى السدة البطريركية.

وحين سمحت له ظروفه بالعودة إلى التأليف أملى عليه إيمانه الاهتمام بمسائل العقيدة فصنف بين السنة ٨١٣ و۸۱٥ أبولوغيته الصغرى3 ليردع بها من كان قد ضل من رجال الكنيسة وليرد على ضلالة الإبطال. ثم أردف هذه الأبولوغية في السنوات ۸۱۸ إلی ۸۲۰ بأبولوغيته الكبرى وفيها رسائله ضد الهراطقة4. وصنف أيضاً رداً خصوصياً على المبطلين أسماه Adversus Iconomachos وأعد في السنوات ٨٢٠ إلى ٨٢٨ مؤلفاً خصوصياً «لاوون الخامس وكتابه في دحض أوروس مجمع السنة ٨١٥5.

ومما جاء في أبولوغيته الكبرى في الرد على الهراطقة أن الإيمان المسيحي يرتكر إلى الكتاب المقدس وأقوال الآباء وقرارات المجامع وأن بعض الرهبان والكهنة المزيفين دنسوا كهنوتهم وإيمانهم فأبوا أن يعترفوا بقرارات المجمع المسكوني السابع. وأقبح أعمالهم في

نظر نيقيفورس أنهم يحاولون ردَّ كل شخص خاضع للصولجان الروماني. وهم يضيفون إلى


  1. LADNER, G.B., Origen and Significance of the Byz. Iconoclastic Controversy, Med. Studies, II, 127-149; ALEXANDER, P.J., op. cit., 191-194.
  2. BOOR, C. de, Nicephori Archiepiscopi Constantinopolitani Opuscila Historica, Leipzig, 1880.
  3. Apologeticus Minor, P.G., Vol. 100, Col. 833-850.
  4. Apologeticus atque Antirrhetici, P.G., Vol. 100, Col. 533-831, 205-533.
  5. Refutatio et Eversio.