صفحة:حياة عصامى.pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالبواخر من مصر فهبطت اسعار القطن وتعطفت علينا انجلترا بأن أعلنت استعدادها لشراء القطن بسعر لا يتجاوز ١٥٠ قرشاللقنطار وشكلت لجنه للشراء باسم ( لجنة القطن البريطانية ) التى تشترى المحصول بعد حليجه وامرت البنك الاهلى المصرى ( وقد كان بنكا انجليزيا فى ذاك الوقت ) بالتسليف على القطن الزهر بقيمة السعر المحدد ناقصا ريالا واحدا لكل قنطار نظير الفوايد والتخزين لحين تسليمه الى لجنه القطن البريطانية


قد ينفع الصديق وقت الضيق


حقا لقد كان لنصيحة المستر هزلدن مدير شركة بيل لى سببا فى تغيير مجرى حياتى ، فهو لم يكتف بالنصيحه فحسب بل عاوننى فى بادىء الامر بالمال اللازم لتنفيذ النصيحة رغم الدين الكبير المطلوب منى لشركته .. وهذه هى نصيحته بالحرف الواحد .

طلبنى بالتلغراف لمقابلته بالمنيا سريعا فذهبت فورا و قال لى بالحرف الواحد " اعتقد ان الاسعار التى حددتها انجلترا للقطن هى اسعار واطيه جدا والمزارعون مضطرون للبيع لاحتياجهم للمال سدادا لالتزاماتهم ولابد ان هذه الاسعار سترفعها انجلترا سنويا الى ان تنتهى الحرب وقد صرحت لجنه القطن البريطانية بالتسليف من البنك الاهلى على القطن ناقصا ريالا واحدا ولعلمى بعدم امكانك دفع هذا الغطاء فأنا سأساعدك بتسليفك هذا الغطاء لكى تحفظ القطن الذى تستلمه من الفلاحين مدة سنه وانا متأكد ان سعر اللجنه سيرتفع " ..

كان هذا اليوم من ايام حياتى السعيدة ، وكنت فى ريعان الشباب فاشتغلت ليلا ونهارا واشتريت فى تلك السنه الاولى حوالى اربعين الف قنطارا .