صفحة:حياة عصامى.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


القسم الثالث



٣) حياة الرجولة


يطيب لى قبل ان اودن مجرى الاحداث التى عصرتها بعد بلوغى الاربعين من عمرى الذى يعتبر بداية حياة الرجولة – يطيب لى ان اشرح لابنائى ، الشباب مدى تأثير الانفعالات التى تنتاب الشباب بعد ان اكتملت رجولته ..

قد يتصور انه بلغ من المران كفايته ومن العالم بأحوال المجتمع غايته – ومن الحكم على الاشياء سدادة وحكمتة ، لكن ظهر لى ان هذه التصورات كانت سرابا وغرورا ، وان دروس الحياة لا تنتهى حتى سن الشيخوخة ، والدرس الوحيد الذى يجب ان يكون عالقا فى ذهن كل انسان هو عدم الادعاء بالمعرفة و الافتقار اليها ، مهما بلغ من قدرته وكفاءته ولقد صادفتنى احداث كنت احكم على نتائجها من ظواهرها وكان يخالفنى فى حكمى بعض زملائى الذين يكبوننى سنا وعلما ، فكان حكمهم هو الصحيح ، لهذا تعلمت ان لا اجزم بالحكم على امر من الامور بل يجب ان اقول باحتمال – لا بالجزم .

كذلك كنت احكم على الاشخاص بالظواهر التى اراها وكانت احكامى غالبا خاطئه ، واخيرا تعلمت ان لا ابدى حكما على شخص ما اطلاقا ، واترك هذا للزمن والتاريخ وكثير من الامور كانت تبدو لى صحيحة ، لكن بعد قليل