صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/110

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٢
طفلان
 

الأناشيد ويعاقرون كاسات السرور.

وبينما سكان تلك المدينة يمجدون القوي ويحتقرون ذواتهم ويتغنون باسم المستبد، والملائكة تبكي على صغرهم، كان في بيت حقير مهجور امرأة مطروحة على سرير السقام تضم إلى صدرها الملتهب طفلًا ملتفًّا بأقمطة بالية.

صبية كتبت لها الأيام فقرًا، والفقر شقاء فأهملت من بني الإنسان، زوجة أمات رفيقها الضعيف ظلمُ الأمير القوي، وحيدة بعثت إليها الآلهة في تلك الليلة رفيقًا صغيرًا يكبل يديها دون العمل والارتزاق.

ولما سكنت جلبة الناس في الشوارع، وضعت تلك المسكينة طفلها على حضنها، ونظرت في عينيه اللامعتين وبكت بكاءً مرًّا كأنها تريد أن تُعَمِّدَهُ بالدموع السخينة، وقالت بصوت تتصدع له الصخور: «لماذا جئت يا فلذة كبدي من عالم الأرواح؟ أطمعًا بمشاطرتي الحياة المرة؟ أَرحمة