صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/111

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
طفلان
٩٣
 

بضعفي؟ لماذا تركت الملائكة والفضاء الوسيع وأتيت إلى هذه الحياة الضيقة المملوءة شقاءً ومذلَّة؟ ليس عندي يا وحيدي إلا الدموع، فهل تتغذى بها بدلًا من الحليب؟ وهل تلبس ذراعي العاريتين عوضًا عن النسيج؟ صغار الحيوان ترعى الأعشاب وتبيت في أوكارها آمنة، وصغار الطير تلتقط البذور وتنام بين الأغصان مغبوطة، وأنت يا ولدي ليس لك إلا تنهداتي وضعفي».

حينئذٍ ضَمَّتِ الطفل إلى صدرها بشدة كأنها تريد أن تجعل الجسدين جسدًا واحدًا، ورفعت عينيها نحو العلاء وصرخت: (ارفق بنا يا رب)

ولما انقشعت الغيوم عن وجه القمر، دخلت أشعته اللطيفة من نافذة ذلك البيت الحقير، وانسكبت على جسدين هامدين......