صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/113

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
شعراء المهجر
٩٥
 

واختفت وراء السيارات.

ما أنا من المتعنتين، لكن يعزُّ علي أن أرى لغة الأرواح تتناقلها ألسنة الأغبياء، وكوثر الآلهة يسيل على أقلام المُدَّعِينَ، ولست منفردًا في وهدة الاستياء بل رأيتني واحدًا من كثيرين نظروا الضفدع ينتفخ تمثلًا بالجاموس.

الشعر يا قوم روح مقدسة متجسمة من ابتسامة تحيي القلب أو تنهدة تسرق من العين مدامعها، أشباح مسكنها النفس وغذاؤها القلب ومشربها العواطف، وإن جاء الشعر على غير هذه الصور فهو كمسيح كَذَّابٍ نَبْذُهُ أَوْقَى.

فيا إلهة الشعر — يا إدانو — اغتفري ذنوب الألى يقتربون منك بثرثرة كلامهم، ولا يعبدونك بشرف أنفسهم وتخيلات أفكارهم.

ويا أرواح الشعراء الناظرة إلينا من أعالي عالم الخلود، ليس لنا عذر لتقدمنا من مذابح زيَّنتموها بلآلئ أفكاركم