صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/119

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
نظرة الى الآتي
١٠١
 

وقد جلس الصبيان حولهم يسمعون أخبار الايام

رأَيت الفتيان يوقعون عَلَى القيثارة وينفخون في الناي والصبايا مسدولات الشعر يرقصن حولهم تحت اغصان الياسمين والفل

رأَيت الكهول يحصدون الزرع والنساء يحملنَ الأغمار ويترنمنَ باناشيد اوحتها الغبطة والمسرة

رأَيت المرأَة مستعيضة عن الملابس المشوهة باكليل من الزنبق ومنطقة من اوراق الاشجار الغضة

رأَيت الالفة مستحكمة بين الإنسان والمخلوقات، فجماعات الطير والفَراش تقترب منهُ آمنة وسرَب الغزلان تنثني نحو الغدير واثقة . نظرت فلم ارَ فقيرًا ولا ما يزيد عن الكفاف، بل الفيت الاخاء والمساواة، ولم ارَ طبيباً، اذ كلٌّ غدا طبيب ذاته بحكم المعرفة والاختبار، ولم ارَ كاهنًا، لأن الضمير أصبح الكاهن الأعظم، ولم أر محاميًا، لأن الطبيعة