صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/121

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٠٣
 

ملكة الخيال

***

بلغتُ خرائب تدمر وقد أنهكني المسير، فاستلقيت عَلَى اعشاب نبتت بين اعمدة سلّها الدهر واناخها الى الحضيض فبانت كانها اشلاء حرب هائلة، وصرت اتأَمل بعظائم اجلَّها وهي مهدومة منقوضة عن صغائر قائمة عامرة

ولما جاءَ الليل وتشاركت المخلوقات المتنابذة بارتداءِ ثوب السكينة شعرتُ بان الاثير المحيط بي سيالًا يضارع البخور عطرًا ويعادل الخمر فعلًا، فصرت اجرعه محكومًا واحس بايادٍ خفية تتساهم عاقلتي وتثقل جفني وتحل نفسي من سلاسلها ·ثم مادت الارض واهتز الفضاء، فوثبت مدفوعًا بقوة سحرية، فوجدتُني في رياض لم يتخيلها