صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/122

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٤
ملكة الخيال
 

بشر قَطُّ مصحوبًا بجوق من العذارى لم يرتدين بغير الجمال، يمشين حولي ولا تلمس أرجلهن الأعشاب، وينشدن تسبيحة منسوجة من أحلام الحب، ويضربن على قيثارات من العاج ذات أوتار ذهبية، لما وصلت إلى منفرج قام في وسطه عرش مُرَصَّعٌ بالجواهر بين مسارح تنسكب منها أنوار بلون قوس القزح، وقفت العذارى على اليمين واليسار ورفعن أصواتهن عن ذي قبل، ونظرن إلى جهة تنبعث منها رائحة المر واللبان، فإذا بمليكة ظهرت من بين الأغصان الزاهرة ومشت ببطء نحو العرش واستوت عليه، فهبط إذ ذاك سرب حمام كالثلج بياضًا واستقر حول أقدامها بشكل هلال.

صار هذا والعذارى يغنين مجد المليكة سورًا، والبخور يتصاعد لتكريمها أعمدة، وأنا واقف أرى ما لم تره عين إنسان، وأسمع ما لم تَعِهِ أذن بشري.

حينئذٍ أشارت المليكة بيدها فسكنت كل حركة ثم