صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/123

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
ملكة الخيال
١٠٥
 

قالت وصوتها يهز نفسي مثلما تفعل يد الموقع بأوتار عود، ويؤثر بمجموع ذاك المحيط السحري كأن للأشياء آذانًا وأفئدة: «دعوتك أيها الإنسي وأنا ربة مسارح الخيال، وحبوتك المثول أمامي وأنا مليكة غابة الأحلام، فاسمع وصاياي وناد بها أمام البشر، قل إن مدينة الخيال عرس يخفر بابه مارد جبَّار فلن يدخله إلا من لبس ثياب العرس، قل هي جنة يحرسها أملاك المحبة فلا ينظرها سوى من كان على جبهته وسم الحب، هي حقل تصورات أنهاره طبيعية كالخمر، وأطياره تسبح كالملائكة، وأزاهره فائحة العبير فلا يدوسه غير ابن الأحلام، خبِّر الإنس بأني وهبتهم كأسًا يفعمه السرور فهرقوه بجهلهم، فجاء ملاك الظلمة فملأه من عصير الحزن فجرعوه صرفًا وسكروا، قل لمن يحسن الضرب على قيثارة الحياة غير الذين لمست أناملهم وشاحي، ونظرت أعينهم عرسي، فأشعيا نظم الحكمة عقودًا بأسلاك محبتي،