صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/124

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٦
ملكة الخيال
 

ويوحنا روى رؤياه بلساني، ولم يسلك دانتي مراتع الأرواح بغير أدلتي، فأنا مجاز يعانق الحقيقة، وحقيقة تبين وحدانية النفس، وشاهد يزكي أعمال الآلهة، قل إن للفكرة وطنًا أسمى من عالم المرئيات لا تكدر سماءه غيوم السرور، وإن للتخيلات رسومًا كائنة في سماء الآلهة تنعكس على مرآة النفس ليعم رجاؤها بما سيكون بعد انعتاقها من الحياة الدنيا»

وجذبتني مليكة الخيال نحوها بنظرة سحرية، وقبَّلت شفتي الملتهبتين وقالت: «قل: ومن لا يصرف الأيام على مرسح الأحلام كان عبد الأيام»

عندئذٍ تصاعدت أصوات العذارى وارتفعت أعمدة البخور وحجبت الرؤيا، ثم مادت الأرض واهتزَّ الفضاء فوجدتني بين تلك الخرائب المحزنة وقد ابتسم الفجر وبين لساني وشفتي هذه الكلمات: «من لا يصرف الأيام على مرسح الأحلام كان عبد الأيام»