صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/129

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
مناجاة
١١١
 

لأنك أقوى من الدهر

هل تذكرين ليالي جمعتنا وشعاع نفسك يحيط بنا كالهالة، وملائكة الحب تطوف حولنا مترنمة بأعمال الروح، وتذكرين أيام جلسنا بظل الأغصان وهي مخيمة علينا كأنها تريد أن تحجبنا عن البشر مثلما تحجب الضلوع أسرار القلب المقدسة، هل تذكرين ممرَّات ومنحدرات مشينا عليها وأصابعك محبوكة بأصابعي احتباك ضفائرك، وقد أسندنا رأسينا برأسينا كأننا نحتمي منا بنا؟ وهل تذكرين ساعة جئتك مودعًا فعانقتِني ثم قبلتِني قبلة مريمية، علمت منها بأن الشفاه إذا انضمت جاءت بأسرار علوية لا يعرفها اللسان، قبلة كانت توطئة لتنهيدة مزدوجة حاكت نفَسًا نفخه «يهوة» في الطين فصار إنسانًا، تلك تنهيدة سبقتنا إلى عالم الأرواح معلنة مجد نفسينا، وهناك ستبقى حتى نجتمع بها إلى الأبد، ثم قبلتِني وقبلتِني وقبلتِني، وقلتِ والدمع يساعدك: «ان