صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/130

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٢
مناجاة
 

للأجسام أغراضًا مجهولة فهي تفترق لشئون عالمية وتتباعد لمآرب دنيوية، أما الأرواح فتظل في قبضة الحب مستأمنة حتى يجيء الموت ويسير بها إلى الله، اذهب يا حبيبي، لقد انتدبتك الحياة فأطعها، فهي حسناء تسقي مطيعيها من كوثر اللذة كئوسًا مفعمة، أما أنا فلي من حبك عريس ملازم، ومن ذكراك عرس طويل مبارك».

أين أنت الآن يا رفيقتي؟ هل أنت ساهرة في سكينة الليل نسيمًا أحمِّله دقات قلبي وخفايا جوارحي كلما هَبَّ نحوك؟ وأنت ناظرة رسم فتاك؟ ذاك رسم لم يعد ينطبق على مرسومِه، فالحزن قد ألقى خياله على جبهة كانت بالأمس متفرحة بقربك، والنواح أذبل أجفانًا كانت مكحولة بجمالك، والوجد جفَّف ثغرًا كان مرطبًا بقبلاتك.

أين أنت يا حبيبتي؟ هل أنت سامعة من وراء البحار ندائي وانتحابي، وناظرة ضعفي ومذلتي، وعالمة بصبري