صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/133

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
المجرم
١١٥
 

ولو بكفاف يومي فأُبْعِدْتُ لسوء طالعي، وأخيرًا سعيت متسولًا فرآني عبادك يا رب وقالوا هذا قوي نشيط والإحسان لا يجوز على ابن التواني والكسل. قد ولدتني أمي بإرادتك يا رب وأنا كائن الآن بكيانك، فلماذا يمنع الناس الخبز عني وأنا طالب باسمك؟

في تلك الدقيقة تغيرت سحنة الرجل اليائس، فانتصب وقد لمعت عيناه كالشهب، ثم اقتضب من الأغصان اليابسة نبوتًا ضخمًا وأشار به نحو المدينة وصرخ قائلًا: «طلبت الحياة بعرق الجبين فلم أجدها، فسوف أحصل عليها بقوة ساعدي، وسألت الخبز باسم المحبة فلم يسمعني الإنسان، فسأطلبه باسم الشر وأستزيد منه....»

مرت الأعوام والشاب يقطع الأعناق من أجل الحصول على النقود، ويهدم هياكل الأرواح إن تصدت لمطامعه، فنمت ثروته وعَمَّ بطشه وصار محبوبًا من لصوص