صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/139

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢١

بيت السعادة

***

تَعِبَ قلبي في داخلي فودَّعني وذهب إلى بيت السعادة، ولمَّا بلغ ذلك الحرم الذي قدستْه النفس وقف حائرًا لأنه لم يَرَ هناك ما طالما تَوَهَّمَهُ، لم ير قوة ولا مالًا لا ولا سلطة، لم يَرَ غير فتى الجمال ورفيقته ابنة المحبة وطفلتهما الحكمة

وخاطب قلبي ابنة المحبة قائلًا: «أين القناعة أيتها المحبة، فقد سمعت أنها تشاطركم سكنى هذا المكان؟» قالت: «ذهبت القناعة تكرز في المدينة حيث المطامع، فنحن لا نحتاجها، السعادة لا تبتغي قناعة، إنما السعادة شوق يعانقه الوصال، والقناعة سُلُوٌّ يساوره النسيان، النفس الخالدة لا تقنع لأنها تروم الكمال، والكمال هو اللانهاية».