صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/147

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٩
 

مخبآت الصدور

****

في صرح فخيم واقف تحت جنح الليل وقوف الحياة بين ستائر الموت جلست صبية بقرب منضدة عاجية تسند رأسها الجميل بيدها، مثلما تتكئ زنبقة ذابلة عَلَى اوراقها وتنظر الى ما حولها نظرات سجين يائس يريد ان يخرق بعينيهِ جدران حبسه ليرى الحياة السائرة في موكب الحرية

مرَّت الساعات مرور اشباح الظلمة، وتلك الصبية مستأنسة بدموعها، مستأمنة بانفرادها ولوعتها، حتى اذا ما اشتدت على قلبها وطأة عواطفها، وامتلكت شواعرها خزائن اسرارها تناولت قلماً واخذت تمزج عَلَى صفحات الورق

قطرات الحبر بدموعهـا وتجمع بين الكلام ومكنونات

9