صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/149

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
مخبآت الصدور
١٣١
 

كل والد غني شريف يروم تعزيز المال بالمال مخافة الفقر وضم الشرف الى الشرف هرباً من ذل الايام. فكنت مع عواطفي واحلامي ضحية عَلَى مذبح ذهب احتقره وشرف موروث اكرهه، وفريسة ترتعد بين اظافر المادة التي اذا لم تكن خادمة مطيعة للروح كانت اقسى من الموت وامرَّ من الهاوية. انا اعتبر بعلي، لانهُ كريم الخلق، شريف القلب، يجهد النفس في سبيل سعادتي، ويبذل المال لرضاي، لكنني وجدت تأثير هذه الاشياء كلها لا يساوي دقيقة محبة حقيقية مقدسة، تلك المحبة التي تستصغر كل شي وتبقى عظيمة..
لا تسخري بي يا رفيقتي، فانا الان اعلم الناس بحاجات قلب المرأة -هذا القلب الخفوق - هذا الطائر السابح في فضاء المحبة- هذا الاناء الطافح من خمرة الدهور المعدة لمراشف الارواح – هذا الكتاب المطبوعة فيه فصول السعادة والشقاء، واللذة والألم، والمسرَّة والاحزان، فلا يقرأه