صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/150

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٢
مخبآت الصدور
 

الا الرفيق الحقيقي نصف المرأَة المخلوق لها منذ الازل والى الابد… نعم صرت ادرى النساء باغراض النفس واميال القلب عندما وجدت ان خيول بعلي المطهمة ومركباته البديعة وخزائنه الطافحة وشرفه الرفيع لا تساوي نظرة واحدة من عيون ذلك الفتى الفقير الذي جاءَ هذه الحياة من اجلي وجئت من اجله، ذلك الصابر عَلَى مضض البلوى وذل التفريق، ذلك المظلوم عفواً بارادة والدي، والمسجون بلا اثم في ظلمة العمر .. اياكِ يا صديقتي محاولة تعزيتي، لان لي من مصائبي معزّياً هو ادراكي قوة حبي، ومعرفتي شرف شوقي وحنيني، فانا انظر الآن من ورآء الدموع فأَرى المنية تقترب مني يوماً فيومـاً لتقودني الى حيث انتظر رفيق نفسي والتقي بهِ واعانقهُ عناقاً طويلاً مقدساً. ولا تلوميني فانا قائمة بواجبات الزوجة الامينة، خاضعة لاحكام الشرائع البشرية بتجلد وهدوء، اكرم بعلي