صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/151

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
مخبآت الصدور
١٢٣
 

بعاقلتي، واعتبره بقلبي، واجلهُ بنفسي، ولا يمكنني ان اهبه كليتي، لان الله اعطاها الى حبيبي قبل معرفتي حبيبي شاءَت السماء لحكمة خفية ان اصرف العمر مع رجل خلقت لغيره فانا انفق هذا العمر حسب مشيئة السماء بسكينة، ولكن اذا ما انفتحت ابواب الابدية التحمت بنصف نفسي الجميل ونظرت الى الماضي – وذاك الماضي هو هذا الان- نظرة الربيع الى الشتاء. وتأَملت في حياتي هذه، مثلما يتامل في العقبات من بلغ قمة الجبل»
هنا وقفت تلك الصبية عن الكتابة. وحجبت وجهها بيديها. وبكت بكاءً مرّاً، كأن نفسها الكبيرة ابت ان تسلم اقدس اسرارها الى الورق، فاعطتها الى دموع سخية تجف بسرعة وتمتزج بالاثير اللطيف موطن انفاس المحبين وأرواح الازهار. وبعد هنيهة اخذت القلم وكتبت – «هل تذكرين يا صديقتي ذلك الفتى؟ هل تذكرين تلك الاشعة المنبعثة