صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/152

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٤
مخبآت الصدور
 

من عينيه وتلك الاحزان المرسومة عَلَى جبينه؟ هل تذكرين ابتسامه المشابه دموع الثكلى؟ هل تذكرين صوته المحاكي صدى الوادي البعيد؟ هل تذكرينه اذ كان يتأمل في الاشياء بنظرات طويلة هادئة، ثم يتكلم عنها بغرابة، ثم يحني رأسه ويتنهد كأنه يخاف ان يشف حديثه عن خفايا قلبه الكبير؟ وهل تذكرين احلامه وعقائده ؟ هل تذكرين كل هذه الاشياء في فتىً بحسبهُ البشر من البشر ويحتقره والدي لانهُ اسمى من المطامع الترابية واشرف من ان يرث الشرف عن الجدود؟ إِي يا اختي انتِ تعلمين انني شهيدة صغائر هذا لعالم وضحية الغباوة وترحمين اختاً ساهرة في سكينة الليل المخيف لتكشف لكِ ستائر صدرها عن اسرار قلبها. انتِ ترحمين لان الحب قد زار قلبك»
جاءَ الصباح فقامت تلك الصبية واستسلمت للكرى علها تجد فيهِ احلاماً الطف من احلام اليقظة . . . .