صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/155

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
القوة العمياء
١٣٧
 

وتعود طوراً فتهمس في آذان السكينة قائلةً: انَّ من ورآءِ الكائنات حكمة سرمدية تبتدع من كوارث ونوازل نراها محاسن نتائج لا نراها. فالنار والزلازل والعواصف من جسم الارض بمكان البغض والحقد والشر في القلب البشري تثور وتضج ثم تخمد، ومن ثورتها وضجيجها وخمودها تبتدع الالهة معرفة جميلة ببتاعها الانسان بدمعه ودمه وارزاقه
اوقفتني الذكرى ونكبة هذه الامة تملأ الاسماع أَنةً وعويلاً، وصوَّرت امام عينيّ كل ما مرَّ عَلَى مرسح الايام الغابرة من العبر والخطوب. فرأَيت الانسان في كل ادواره يقيم عَلَى صدر الارض البروج والقصور والهياكل، والارض ترجعها إلى قلبها. رأَيت الاشداء يشيدون المباني القوية، والنحاتين يختلقون من الصخور صوراً واشباحاً، والرسامين يزينون الجدران والمداخل بالنقوش والنسيج. ثم رأيت هذه اليابسة تفغر فاها وتبتلع بخشونة ما الفئهُ الايادي المتفننة