صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/156

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٨
القوة العمياء
 

والعقول الراجحة، ماحيةً بقساوتها ظواهر الصور والاشباح، مدمرة بسخطها خطوط الرسوم والنقوش، دافنةً بعنفهـا فخامة الدعائم والجدران، ممثلةً دور حسناء مستغنية عن الحلى التي يصيغها ابن آدم، مستكفية بحلل المروج الخضراء المزركشة بذهب الرمال وجواهر الحصى.....
عَلَى انني وجدت بين هذه النكبات المخيفة والرزايا الهائلة الوهية الانسان واقفةً كالجبار تسخر بحماقة الارض وغضب العناصر، ومثل عمود نور منتصبة بين خرائب بابل ونينوى وتدمر وبمباي وسان فرنسيسكو ترتل انشودة الخلود قائلة: لتأْخذ الارض ما لها فلا نهاية لي