صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/157

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٩
 


منيتان


***

في سكينة الليل هبط الموت من لدن الله نحو المدينة النائمة واستقر عَلَى اعلى مأْذنة فيها وخرق بعينيه النيرتين جدران المساكن ورأَى الارواح المحمولة عَلَى اجنحة الاحلام والاجساد المحكومة بمفاعيل الكرى
ولما توارى القمر ورآء الشفق وتوشحت المدينة بنقاب الخيال سار الموت بقدم هادئة بين المساكن حتى بلغ صرح القوي الغني، فدخل ولم تصده الحواجز، ووقف بجنب سريره ثم لمس جبينه فانذعر من غفلته، ولما رأَى خيال الموت امامه صرخ بصوت تجسمت فيهِ عوامل الحنق والخوف وقال: ابعد عني ابيها الحلم المغيف. اذهب ايها